يعاني الكثير من الناس من حالة احتباس البول، وهي تعني عدم إفراغ المثانة من البول بالكامل، حيث يشعر المريض بعد الانتهاء من التبول حتى ولو بكميات كبيرة، بالرغبة في التبول مرة ثانية.

قد تحدث حالة احتباس أو حصر البول بصورة مباغتة، وعندها تسمى احتباس البول الحاد، وقد يلازم احتباس البول المريض فترة طويلة يعجز فيه الشخص عن إفراغ المثانة بالكامل وهنا يسمى احتباس البول المزمن. يصيب احتباس البول النساء والرجال، ولكنه أكثر شيوعاً عن الرجال، خاصة المتقدمين في العمر  يتجمع البول في المثانة التي تحتفظ به إلى حين موعد خروجه عن طريق أنبوب يصل من المثانة إلى الخارج يسمى الإحليل، يوجد على الإحليل عضلتين عاصرتين، الأولى العضلة العاصرة الداخلية التي توجد قرب اتصال المثانة بالإحليل، وهي عضلة لا يمكن التحكم بها، تنظم عملية مرور البول من المثانة إلى الإحليل.

تقع العضلة العاصرة الخارجية في الإحليل، حيث تتحكم بتوقيت خروج البول بدقة إلى خارج الجسم، فهي عضلة يمكن التحكم بها.

عند الرغبة في التبول، تدفع عضلات المثانة البول عبر العضلة العاصرة الداخلية إلى الإحليل، يقف سريان البول في مجرى البول لحين يقرر الشخص التبول ويسمح للعضلة العاصرة الخارجية أن تفتح ليخرج البول من الجسم. تختفي بعدها الرغبة في التبول، حيث تشعر الأعصاب بإفراغ المثانة، وعدم وجود سائل يضغط عليها، يؤثر على هذه العملية عدد من العوامل المختلفة

ما هي أسباب احتباس البول؟

- اضطراب الأعصاب

قد تؤثر مشاكل أو اضطراب الأعصاب القريبة من المسالك البولية على عملية إخراج البول، حيث تتعقد عملية إرسال الإشارات العصبية من وإلى المخ والعضلات المرتبطة بالمثانة، مما يعد عائقاً في تحفيز عملية التبول

- بعض الأمثلة علي مشاكل الأعصاب التي تسبب احتباس البول:-

السكتة الدماغية.

الولادة الطبيعية عن طريق المهبل.

إجراء جراحة مثل جراحات العمود الفقري أو جراحات المفاصل.

تلف الأعصاب كأحد مضاعفات مرض السكري.

صدمة في الدماغ أو العمود الفقري.

التصلب المتعدد.

مرض الشلل الرعاش.

- عوائق مجرى البول

قد يحدث حصر البول نتيجة انسداد مجرى البول بعائق ما يمنع سريان البول خارجاً، والذي قد يحدث فجأة فيسبب احتباس البول الحاد، أو تدريجياً وببطء فيسبب احتباس البول المزمن، وفيه يخرج البول بالفعل ولكن بكميات بسيطة، من هذه العوائق ما يلي:

جسم يسد مجرى البول مثل حصوات الكلى أو المثانة.

ورم في عضو آخر من الجسم قريب من الجهاز البولي، مثل القناة الهضمية.

جلطة دموية تسربت إلى مجرى البول.

ورم في مجرى البول.

انقباض في عضلات الإحليل.

الإمساك.           

الأدوية

تعد الأدوية من أسباب احتباس البول، حيث تؤثر آثارها الجانبية على المريض مسببة حصر البول، من هذه الأدوية ما يلي:

علاجات مرض باركنسون.

مضادات الذهان مثل الباليبيريدون.

المورفين.

امفيتامين.

مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل الايبوبروفين.

علاجات سلس البول.

مرخيات العضلات مثل باكلوفين.

سودوغفدرين.

مضادات الاكتئاب مثل اميبرامين.

- علاج احتباس البول

في حالات احتباس البول المزمن، فقد يحتاج الأمر إلى عدد من الترتيبات والتشخيص للوقوف على السبب الحقيقي وراء احتباس البول ثم تحديد العلاج المناسب، ومن تلك الطرق المتبعة ما يلي:

الأدوية: يستعين الطبيب بالعلاجات والأدوية في علاج احتباس البول تبعاً لكل حالة، فيما يلي اسماء أدوية لعلاج احتباس البول:

المضادات الحيوية ومضادات الالتهاب حال الإصابة بالعدوى.

مرخيات العضلات لإرخاء العضلة العاصرة أو البروستاتا.

علاجات الحد من حجم البروستاتا حال الإصابة بتضخم البروستاتا.

القسطرة: تستخدم القسطرة كعلاج أولي لحل مشكلة البول المحتبس في المثانة، وهي عملية مؤقتة ولا تعد علاجاً، وقد يسبب استخدامها المتكرر في حدوث عدوى.

دعامات مجرى البول: يمكن عمل دعامات وتمديدات داخل مجرى البول، بهدف توسيع وفتح التضييق الذي أصاب مجرى البول، عن طريق إدخال أنابيب صغيرة الحجم، والذي يزداد حجمه تدريحاً حتى يصل إلى الحجم المناسب لخروج البول. يمكن استخراج تلك الدعامات ويمكن تركها على المدى الطويل تبعاً لحالة المريض.

منظار المثانة: من طرق علاج احتباس البول، يدخل الطبيب المنظار داخل المثانة ليستطيع رؤية أية عوائق تسد مجرى البول مثل الحصوات، ثم يزيلها لحل المشكلة.

الجراحة: قد يلجأ الطبيب إلى الجراحة عند فشل الطرق الأخرى في علاج احتباس البول مثل الحالات الآتية:

تعديل وضع المثانة المتدلية لأسفل أو المستقيم المتدلي.

جراحة لإزالة أورام أخرى مثل سرطان الحوض.

جراحة للرجال عن طريق إدخال أداة إلى مجرى البول، للتخلص من العوائق التي تسد الإحليل.

إزالة ورم سرطان البروستاتا.

إزالة الرحم نتيجة السرطان أو التورم بعد التهابات كبيرة ومتكررة.

بعض النصائح لعلاج حصر البول في المنزل

يمكن اتباع بعض النصائح والترتيبات الحياتية التي من شأنها الحد من الإصابة باحتباس البول، وتساهم أيضاً في علاج حصر البول، ومنها:

تنظيم وقت شرب الماء والسوائل للتحكم بمواعيد التبول.

ممارسة تمارين الحوض بانتظام للسيطرة على العضلات.

الإقلاع عن التدخين.

استشارة الطبيب في تغيير نوع الدواء الذي يتسبب في احتباس البول.

علاج احتباس البول عند النساء

يعتد علاج احتباس البول عند النساء على معرفة الأسباب أولا، وتبعاً لسبب حصر البول يصف الطبيب العلاج المناسب.

لا يوجد الكثير من أسباب احتباس البول عند النساء غير الأسباب المعتادة عند الجميع، ولكن قد يسبب ورم سرطاني أو ورم حميد في الرحم إلى تضيق المثانة أو الإحليل، مما يعوق من عملية خروج البول. نذكر بعض العوامل الأخرى التي تسبب حصر البول عند النساء:

هبوط الرحم.

انخفاض المثانة لأسفل ودفعها تجاه المهبل.

حالة تمدد المستقيم، حيث يتمدد المستقيم كثيراً ويضغط تجاه المهبل أيضا

 التقاط العدوى، مثل التهاب المهبل.

التهاب المثانة والمسالك البولية.

علاج حصر البول عند الرجال

غالباً ما تتعلق أسباب احتباس البول عند الرجال بمشاكل البروستاتا، كونها قريبة جداً من المسالك البولية السفلية، لذلك يعتمد علاج حصر البول عند الرجال على علاج مشاكل البروستاتا.

أيضاً قد يسبب تضخم البروستاتا الحميد أو سرطان البروستاتا حصر البول عند الرجال، حيث تضيق هذه الكتل أو التورمات مجرى البول، مما يعوق عملية التبول وتجعلها صعبة.

قد يؤثر عدم الختان أيضاً، أو حالة تعلق القلفة تحت رأس القضيب على صعوبة التبول.

يعد التقاط العدوى والالتهابات من أهم أسباب احتباس البول عند الرجال، مثل التهابات مجرى البول، والمثانة، والتهاب البروستاتا، أو القلفة. وقد ينتج عن إصابة القضيب تورم يعيق مسار البول.

قد يضطر الطبيب إلى إزالتة البروستاتا تماماً أو إزالة أنسجتها التي تعيق مجرى البول من الإحليل فيما يعرف بعملية استئصال البروستات عبر الإحليل